تحليل متوسط الجلسة (Average Session Duration) هو أحد المؤشرات المفيدة لتحليل المنتجات الرقمية التي تستهدف زيادة معدلات تفاعل المستخدمين (Engagement Rate) مع المنتج الرقمي.
في هذا المقال سوف نغطي الجوانب التالية:
- كيف يفيد متوسط الجلسة تحليلات المنتج؟
- هل يوجد وقت مثالي لمدة الجلسة الواحدة؟
- أمثلة على قياس مدة الجلسة للمدونات والمنصات التعليمية
- تأثير أنواع المتسوقين على مدة الجلسة في الأسواق الالكترونية
- هل طول مدة الجلسة دائماً إيجابي؟
يعطي متوسط الجلسة مؤشرات ودلالات مهمة من حيث تفاعل المستخدم مع المنتج في جلسة واحدة، كم المدة التي استغرقها خلال تلك الجلسة، لكنها لا تعطي مؤشرات أخرى مثل معدل عودة المستخدمين، والتي تحتاج مؤشرات أخرى مثل معدل العودة (Retention Rate).
تحديد المعايير (Metrics) المناسبة لأهداف المنتج هو أمر في غاية الأهمية لكنه خارج نطاق هذا المقال، تركيزنا هنا فقط على متوسط مدة الجلسة، بافتراض أنه أحد الأهداف التي تفيد منتجك في الفترة الحالية.
هل يوجد وقت مثالي لمدة الجلسة الواحدة؟
لا يوجد وقت مثالي لمدة السيشن، لكن هناك مدة مناسبة أو ما يسمى ب Sweet spot تكون متغيرة وليست ثابتة وتحددها حسب منتجك وأهدافك وكذلك رحلة العميل داخل المنتج. لنأخذ بعض الأمثلة لتوضيح كيف يؤثر نوع المنتج على حساب متوسط مدة الجلسة:
المدونات:
في المدونات بجميع أنواعها يكون الهدف من الاستخدام هو قراءة أو مشاهدة المحتوى والمواد المنشورة، لذلك يمكن احتساب متوسط مدة الجلسة المثالي بناء على العاملين التاليين:
- متوسط مدة المقال أو المادة الواحدة: فمثلاً إذا كانت نوعية مقالاتك تستغرق متوسط ثلاثة دقائق من الشخص العادي للقراءة.
- الهدف: لنفترض أنك تستهدف أن يقرأ الشخص مقالين في المرة الواحدة التي يزور فيها المدونة، في هذه الحالة سوف نحتسب متوسط مدة الجلسة المستهدف من خلال ضرب مدة المقال الواحد التي احتسبناها في الخطوة السابقة (ثلاث دقائق) في عدد المقالات المستهدفة (مقالين).
متوسط مدة الجلسة = متوسط مدة المقال الواحد * عدد المقالات المستهدفة
متوسط مدة الجلسة = ٣ دقائق * ٢ = ٦ دقائق
الأهم من احتساب المتوسط الجلسة هو التأكد من أن تصميم رحلة العميل يساعد على تحقيق هذا الهدف (مثلاً إضافة روابط أو مقالات إضافية مقترحة في أماكن مختارة بعناية في رحلة العميل).
المنصات التعليمية:
هنا يكون متوسط مدة الجلسة أطول مقارنة بالمدونات والمنصات الرقمية الأخرى مثل الأسواق الالكترونية، حيث يستغرق المتعلم وقتاً أطول في مشاهدة المواد التعليمية والممارسة. يمكن احتسابها العوامل التالية:
- بناء على شخصية العميل (الفئة المستهدفة)، لنفترض أن الفئة المستهدفة تشاهد مقطع تعليمي واحد يومياً، وبالتالي يمكن اعتماد متوسط مدة الفيديو الواحد على سبيل المثال كمستهدف لمتوسط مدة الجلسة.
- كذلك ينبغي مراعاة رحلة العميل داخل المنصة إذا كان هناك تدريبات بعد كل مقطع فيديو أم لا، وهكذا.
المتاجر والأسواق الالكترونية:
أما في الأسواق والمتاجر الالكترونية، فهي تختلف باختلاف نوع المتسوق (Buyer type). ليس جميع المتصفحين (المتسوقين) يهدفون للشراء في تلك اللحظة، وهنا بعض التفصيل:
- المتسوق محدد الهدف: وهو الشخص الذي حدد مسبقاً ماذا يريد شراؤه وهو الآن في وضع الشراء، وهدفه من الدخول الآن هو وضع الطلب والدفع في هذه الجلسة.
- المتسوق الباحث: وهو شخص في وضعية المقارنة والمفاضلة، لم يحدد ماذا سوف يشتري حتى هذه اللحظة، لكن الهدف لديه واضح، بمعنى آخر يعلم ماذا يريد (مثلاً أريد شراء هاتف ذكي، لكن أريد مشاهدة الخيارات المتاحة).
- المتصفح: وهو الشخص الذي يتصفح بغرض الاستلهام فقط، مثل متابعة آخر العروض والترندات الموجودة في السوق.
مما شاهدنا أعلاه لا يمكن أن أحدد متوسط جلسة واحد لجميع أنواع المتسوقين، لأن محدد الهدف يفترض أن يكون أسرع من الآخرين، والذي يتصفح بغرض الاستلهام والاستكشاف قد يستغرق مدة أطول من محدد الهدف، أما الباحث الذي يقارن بين المنتجات سوف يستغرق (عادة) وقت أطول منهم جميعاً.
هل طول مدة الجلسة دائماً إيجابي؟
طول مدة الجلسة مثل قصره الزائد، قد يعطي مؤشرات على وجود خلل ما في رحلة العميل. سأتكلم هنا عن منصات الشراء مثل المتاجر والأسواق الإلكترونية أكثر، حيث أنه إذا كان المستخدم يقضي وقت طويل أو قصير جداً دون شراء (Conversion) قد تكون إشارة إلى:
- أن المستخدم لا يجد معروض كافي، وبالتالي تحتاج إلى إضافة المزيد من المعروض.
- أو قد يكون الحل هو العكس، بتقليل المعروض والتركيز على أصناف محددة ذات علاقة تهم الشريحة المستهدفة.
- أو أن خريطة الموقع والأقسام غير واضحة، وبالتالي تحتاج مراجعة هيكلة المعلومات (Information architecture).
نفس الكلام ينطبق إذا كانت مدة الجلسة قصيرة جداً، لأن هناك نوع من المستخدمين يستسلم بسرعة (خلقه ضيق 🤓) وبالتالي يغلق النافذة أو التطبيق دون الإكمال.