عندما أطلق “Slack” منتج المحادثات الفورية الشهير للشركات في بداية العام ٢٠١٣ ميلادية، اكتشفوا أن ٩٣٪ من الشركات التي يتراسل أعضائها ٢٠٠٠ كلمة يستمرون في استخدام Slack لفترة طويلة مقارنة بتلك الشركات التي يتراسل أعضاؤها أقل من ذلك الرقم.
هذا النوع من التحليلات يسمى تحليلات الارتباطات (Correlation analysis)، ويهتم بدراسة سلوك وتصرفات المستخدمين الفعلية داخل المنتج الرقمي، وإيجاد أنماط متكررة (Patterns) بينها، والذي من شأنه يساعد فريق المنتج على التركيز على ما نجح فعلاً وتحسينه وتسويقه بشكل أفضل للمستخدمين القادمين أو الحاليين الذين لم ينطبق عليهم هذا النمط.
تحليل الارتباطات أيضاً ساعدت ميتا (فيسبوك سابقاً) في بداياتهم عام ٢٠٠٥ عندما بدأوا باكتشاف أن المستخدمين الذين يضيفون عشرة أصدقاء خلال السبعة أيام الأولى لهم يستمرون باستخدام فيسبوك لفترة أطول من الزمن مقارنة بأولئك الذين لم يضيفوا عشرة أشخاص في أسبوعهم الأول في المنصة.
كيف تستفيد فيسبوك من هذا النمط لزيادة معدلات الاحتفاظ بالمستخدمين؟
- بتحسين رحلة العميل وتشجيع إضافة المستخدمين فور الإنضمام
- بتسهيل إضافة أصدقائك من خلال استيراد قائمة الإتصال في هاتفك
- بتقديم حوافز لهم لإضافة الأصدقاء لمن لم يقم بالإضافة
- أو بإرسال المزيد من الإشعارات أو التذكيرات بطريقة غير مزعجة
الأمثلة أعلاه توضيحية فقط بهدف تصوير كيفية الاستفادة من الأنماط المكتشفة مع المستخدمين.
هذا النوع من التحليلات يعتمد على أدوات تحليل تقنية، شخصياً استخدم Mixpanel في تحليلات المنتج وهناك عدة أدوات أخرى مثل Amplitude وغيرها. وتتطلب بعض التجهيزات المسبقة من فريق التطوير (أكواد تتبع يضيفها فريق المطوّرين حسب احتياجك الذي تقدمه لهم).
وهذه الأدوات وأكواد التتبع تحتاج إعداد مبكر قبل الإنطلاق أو إطلاق المزيد من الخصائص والمميزات، لذلك إذا تحتاج هذا النوع من التحليلات، اسأل نفسك السؤال التالي:
- ضع رحلة العميل أمامك، وهي جميع الخطوات التي يقوم بها لإنجاز هدف محدد، قد تحتاج عدة رحلات عميل حسب منتجك (مثلاً البحث وإظهار النتائج تعتبر هدف محدد، الشراء هدف آخر، دعوة أو إضافة مستخدم، تعديل الإعدادات … إلخ).
- في كل رحلة عميل، قم بحصر الأفعال التي يستطيع المستخدم تنفيذها، بحيث يتم تجهيز أكواد التتبع وإعداد التحليلات.
تحليل الارتباطات ومجموعات المستخدمين
ليس بالضرورة أن يكون هناك نمط واحد لجميع المستخدمين، أحياناً يكون هناك أنماط مختلفة حسب شريحة العملاء، على سبيل المثال شريحة ذات اهتمامات مختلفة تتبنى أفعال معينة مختلفة عن شريحة أخرى، وبالتالي يكون تحليل الارتباطات المشروح أعلاه أكثر فائدة عندما يتم دمجه مع نوع آخر من التحليلات يسمى تحليل المجموعات (Cohort Analysis) والذي يساعدك على التعمق في مجموعات المستخدمين، والتي تستطيع تقسيمها حسب احتياجك وليس بالشرط فقط الشرائح الديموغرافية، يمكن حسب مصدر التسجيل أو نوع الجهاز الذي يستخدمه العميل أو غيرها.
وفالكم التوفيق.