كيف تطبّق قانون هيكس في المنتجات الرقمية

قانون هيكس (Hick’s law) خرج للنور أول مرة في العام ١٩٥٢ ميلادية بواسطة عالمي النفس William Hick وزميله Ray Hyman قبل انتشار التكنولوجيا بالشكل الذي نحن عليه اليوم، ولازال تطبيقه سارياً داخل وخارج أطر التقنية كما سنرى في الأمثلة أدناه.

يشرح العلاقة بين الوقت المطلوب لأخذ القرار وبين عدد الخيارات المطروحة. حيث أنه كلما زادت الخيارات المتاحة كلما زادت المدة المطلوبة من الإنسان لأخذ القرار. وعلى العكس، وكلما قلت الخيارات كلما قل الوقت المطلوب وأخذ القرار بشكل أسرع.

حتى نقرّب الصورة أكثر، لنأخذ مثال خارج الإطار التقني، عند دخولك لأحد المطاعم أو المقاهي لأول مرة أو لست معتاداً على الطلب منه بشكل مستمر، عادة يشكل حجم قائمة الطعام (المنيو) عاملاً هاماً في تحديد الوقت الذي سوف تستغرقه في أخذ القرار. كلما كانت قائمة الطعام كبيرة كلما أخذت ترددت أكثر واستغرقت وقت أكثر في الاختيار. وعلى العكس، كلما كانت القائمة صغيرة كلما كان الاختيار أسهل وبالتالي الشراء أسرع.

أيضاً في أحد التجارب البحثية، قام فريق البحث بوضع دكان في أحد الأماكن العامة وعلى رأس كل ساعة كان يتم التبديل المعروض في الدكان بين مجموعة مكونة من ٢٤ صنف، وبين مجموعة من ٦ أصناف فقط.

في الفترات المعروض 24 صنف

  • 60٪ من المارّة توقفوا لاستعراض الخيارات
  • فقط 3٪ منهم قاموا بالشراء

في الفترات المعروض 6 أصناف

  • فقط 40٪ توقفوا لاستعراض الخيارات
  • لكن 30٪ منهم قاموا بالشراء

أيضاً في تجربة بحثية قامت بها شركة المستلزمات التجميلية (Head & Shoulders) لمنتجاتهم، وجدوا أنهم عندما قللوا عدد الأصناف المعروضة في المتاجر، أدى ذلك إلى زيادة بنسبة 10٪ في المبيعات.

ماذا نستفيد من هذه التجارب البحثية؟ أن كثرة الخيارات تجذب العملاء للاستكشاف، أما قلة الخيارات تساعدهم على أخذ القرار.

قانون هيكس في المنتجات الرقمية

هناك العديد من الطرق التي يمكن الاستفادة من قانون هيكس في بناء تجارب رقمية أفضل تساهم في زيادة معدلات الشراء، وهنا بعض الوسائل:

قلل المحتوى المعروض

صفحات الهبوط (Landing pages) تستخدم لشرح مميزات تطبيق أو موقع وتكون مرتبطة بهدف مثل التسجيل أو شراء منتج محدد، لذلك تزداد فاعلية الصفحة كلما كان المحتوى مركّز على عناصر محددة مفيدة للمستخدم، وهنا بعض النصائح:

  1. اختصر في نصوص الشروح لكن بما لا يخل بالوضوح.
  2. ركز على المميزات المهمة فقط واهتم بجودتها وأهميتها للمستخدم أكثر من عددها.
  3. لا تطلب عدة أفعال من المستخدم، لأن هذا قد يشتته ولا يأخذ أي خطوة، اجعل هناك هدف واحد فقط من صفحة الهبوط.

قارن بين الصفحة الرئيسية لتويتر (X) في بداياته وبين الصفحة الحالية، من خلال إستخدام قانون هيكس كيف تم تحسينها وتقليل الخيارات الموجودة من أجل التركيز على التسجيل أو الدخول من أجل مشاهدة باقي المحتوى.

تبسيط القوائم والخيارات

عند بناء قائمة منسدلة (Dropdown menu) حاول دراسة هيكلة المعلومات بشكل أفضل وجعل الخيارات أقل في القائمة، حتى لو استدعى الأمر تقسيمها لعدة قوائم منسدلة، مثلاً إذا كانت القائمة حول اختيار البلد، يمكن تقسيم القارات أولاً حيث أنه يوجد سبعة قارات فقط وبالتالي سيأخذ المستخدم ثانية أو جزء منها في الاختيار، ثم ينتقل لقائمة أخرى ليختار الدولة داخل هذه القارة. وهكذا.

توفير خيار البحث

في حالة الاضطرار لوضع قائمة منسدلة طويلة أمام المستخدم بحيث لا يمكن تقليلها أو تقسيمها لعدة مراحل، سيكون وجود خيار البحث جيداً لأنه يوفر الوقت على المستخدم الكثير من الوقت بدلاً من الاضطرار لقراءة كامل القائمة للاختيار.

استخدم لغة مفهومة

عندما يكون هناك إجراء أو فعل مطلوب من المستخدم تنفيذه، استخدم لغة بسيطة تناسب الفئة المستهدفة، بحيث تقلل العبء الذهني المطلوب لتفسير وتحليل المعلومات، استخدام المصطلحات الفنية التي لا يفهمها الشخص البسيط تطيل عملية الاختيار وبالتالي احتمالية عزوف المستخدم عن الإكمال.

استخدام الكشف التدريجي

عندما يتم طلب تعبئة نموذج (Form) طويل من المستخدم، من الأفضل أن لا تضعه بشكل كامل أمامه في نفس الصفحة. فإذا كان النموذج على سبيل المثال يحتوي على عدد 20 مدخل مطلوب تعبئتها، قم بإظهارها بشكل تدريجي على عدة صفحات، أو تكون مخفية وتظهر عقب إكمال المستخدم للمدخل الذي أمامه.

تسهيل الفحص السريع والمقارنة بين الخيارات

إذا أردت أن يختار المستخدم بين مجموعة خيارات، وكل خيار يحتوي على مميزات أو خصائص مختلفة (مثل باقات الأسعار)، استخدم التمثيل البصري لتسهيل عرض ومقارنة المعلومات بشكل سلس بالنظر السريع المختصر دون الحاجة إلى قراءة كل التفاصيل.

الخلاصة أن حجم المعلومات المطروح أمام المستخدم يساهم بشكل كبير في أخذ القرار من عدمه، هدفك هو إظهار فقط المعلومات الضرورية والمهمة للمستخدم، وعرضها بطريقة سهلة ومفهومة لتساعد المستخدم على أخذ القرار وعدم التردد.

شارك المعرفة عبر منصات التواصل
أو انسخ هذا الرابط من هنا
قد يهمك أيضا