كتاب (Hooked) الرائع هو أحد الكتب الهامة للغاية لمتخصصي تجربة المستخدم ومديري المنتجات والمسوّقين الرقميين، يشرح الكتاب إطار عمل مكوّن من أربعة مراحل لجذب والاحتفاظ بالمستخدمين في المنتجات الرقمية التي تستخدم بشكل مستمر وتشكل عادات للمستخدمين (Habit-forming products).
في هذه المقالة سنشرح إطار العمل بشكل مبسط، وهو يتكون من المراحل الأربعة التالية:
- المحفز (Trigger)
- الخطوة (Action)
- الجائزة (Reward)
- الاستثمار (Investment)
أولاً: المحفز (Trigger)
المحفز هو ببساطة الدافع الذي يحرك الأشخاص للقيام بعمل ما. وهناك شكلين للمحفزات:
- المحفزات الخارجية (Intrinsic motivation)
- المحفزات الداخلية (Extrinsic motivation)
المحفزات الداخلية هي الدوافع المتأصلة داخل الإنسان، مثل الرغبة في النجاح أو الشهرة أو المال، كذلك هناك دوافع عكسية مثل الخوف من الوحدة أو الفقر.
المحفزات الخارجية هي المؤثرات التي يراها الشخص وتشجعه على القيام بعمل ما. مثل الإعلانات في الشوارع وكذلك إشعارات التطبيقات أو الإيميلات.
في المنتجات الرقمية ينبغي إيجاد مزيج متوازن من المحفزات الداخلية والخارجية لدى الشريحة المستهدفة. مثلاً تقوم أغلب مواقع التواصل الاجتماعي على المحفز الداخلي لأغلب البشر وهو عدم الشعور بالوحدة والرغبة في الاتصال بالآخرين.
وفي نفس الوقت يتم إرسال قدر كافي من المحفزات الخارجية مثل الإشعارات والإعلانات لإبقاء المستخدمين أكبر وقت داخل المنصة.
ثانياً: الخطوة (Action)
بعد انجذاب المستخدم بالقدر الكافي من المحفزات الداخلية والخارجية يأتي لاستخدام المنتج والتعامل معه لتنفيذ مهمة أو تلبية احتياجه. مثلاً الخطوة (action) في مواقع التواصل يأتي على عدة أشكال مثل التصفح ونشر المحتوى أو قراءة محتوى الآخرين والتفاعل معهم.
المطلوب في الخطوة أن تكون سهلة الاستخدام والوصول، مثلاً التصوير في جهاز الآيفون سهل لأنك تصل إليه من شاشة القفل بضغطة واحدة، مع شاشة سهلة وبسيطة للخيارات المتاحة للتصوير.
كذلك ينبغي أن يلبي احتياجات المستخدمين، لأن المنتج إذا كان بسيط وسهل لكنه لا يلبي الإحتياج أو يفتقد لبعض الخصائص المطلوبة فسوف يكون عديم الفائدة وسيفقد مستخدميه مع الوقت.
مثال لذلك جوجل تجعل ليس فقط واجهة البحث سهلة وبسيطة، بل وتساعدك على أداء مهمة البحث بنجاح، وذلك من خلال بعض المميزات مثل التصحيح التلقائي وكذلك عرض النتائج المشابهة.
ثالثاً: الجوائز (Rewards)
الجوائز هي ما يحصل عليه المستخدم نتيجة لعمل ما، الجوائز قد تكون مادية أو معنوية، فمثلاً عند تصفحك تويتر قد تكون الجائزة على شكل منشور مفيد أو فكاهي أعجبك. أو عند نشرك لمحتوى، قد تكون الجائزة على شكل ريتويت أو إعجاب من الآخرين بمحتواك.
أحد العوامل المهمة في الجوائز هي أن تكون متغيرة (Variable rewards) فكّر للحظة ما الذي يجعل المقامرين يدمنون على المقامرة؟ ماذا لو كانت الجائزة التي يحصلون عليها معروفة ولا تتغير؟ هل تتوقع نفس مستوى الإدمان؟ بالتأكيد لا.
رابعاً: الاستثمار (Investment)
وهو أنه كلما زاد استخدام الشخص للمنتج كلما زادت احتمالات بقائه في المستقبل.
هناك العديد من الطرق للمساهمة في حفظ الأمور التي استثمر فيها المستخدم وإظهارها له. أحد هذه الطرق هي إضافة الطابع الشخصي (Personalization)، مثلاً تويتر (X) يوفر خاصية القوائم، كلما زاد الوقت الذي رتبت فيه القوائم لتلائم احتياجك، كلما زادت قيمتها وفائدتها لك وبالتالي استخدامك لها.
لهذا السبب أيضاً تقوم ايكيا بعدم تركيب الأثاث بالنيابة عنك، لأنه بناء على دراسات سلوك المستخدمين فهم أكثر تقديراً للأشياء التي استثمروا فيها جهد أكبر.
وبالتالي تركيبك الأثاث بنفسك (أو إشرافك على تركيبه) يشعرك بقيمة الشيء أكثر وبالتالي زيادة استخدامه والرغبة في بقاءه!
رابط الثريد منصة إكس: https://twitter.com/yamaneur/status/1533874496934912002
Comments 1
Comments are closed.