كيف تساعدك منصات التواصل على اختبار أفكارك؟

كنت أتابع منشورات أحد الأشخاص الغاضبين على منصة إكس (تويتر) بسبب تجربة سيئة مع أحد تطبيقات توصيل الطعام، نشر عدة منشورات يعبّر فيها عن استيائه من سوء خدمة ما بعد الطلب، اهتممت قليلاً بالموضوع وجلست قرابة النصف ساعة أتابع التعليقات والوسوم المتعلقة بهذا التطبيق، ومن خلال متابعة تعليقات الكثيرين اتضح جداً أن هذه المشكلة شائعة بين عدد كبير من المستخدمين في تطبيقات التوصيل بشكل عام، ولأحد التطبيقات على وجه الخصوص.

القصة أعلاه هي أحد أنواع الاستماع الاجتماعي (Social Listening)، وهو متابعة ورصد الانطباعات عبر قنوات التواصل الاجتماعية، ويشمل ذلك المنصات الاجتماعية مثل إكس ولينكدإن وتيك توك وغيرها، وكذلك بعض المنتديات الشهيرة مثل Quora أو Reddit أو Meetup أو غيرها.

تتراوح الأهداف من الاستماع الاجتماعي، ففي المنتجات القائمة بالفعل يساعدك على رصد انطباعات العملاء وتفاعلاتهم على علامة تجارية محددة أو على منافسيها أو اتجاهات السوق بشكل عام. لكن مقالنا هذا يركز على المراحل المبكرة، كيف يساعدك الاستماع الاجتماعي على فهم المشاكل الموجودة في السوق، وكذلك تحليل الإقبال المتوقع؟

فهم المشاكل الموجودة في السوق

كما شرحنا في قصة تطبيقات التوصيل، يمكن لرواد الأعمال الراغبين في بدء مشاريع في هذا المجال أو مجالات مجاورة له الاستفادة من المنتجات المنافسة أو التي تعمل في نفس المجال لدراسة آراء عملائهم وانطباعاتهم الإيجابية والسلبية. يساعدك وجود نمط متكرر من التذمر أو الشكوى أن تقدم خدمة تحل تلك المشكلة، سواء كخدمة جديدة أو بالتكامل مع تلك المنصات الموجودة في السوق.

توقعات الاحتياج والطلب المستقبلي

يمكن للاستماع الاجتماعي المساعدة في استكشاف الاحتياجات غير المشبعة. أتذكر عندما بدأت ممارسة لعبة البادل قبل أشهر، كانت اللعبة جديدة نسبيًا في السوق ولم يكن هناك منصات مخصصة للحجوزات، بحثت عن مجتمعات وأماكن للعب وأشخاص يشاركونني الاهتمام، ووجدت الكثيرين مهتمين بها لكنهم يعتمدون على حلول بسيطة مثل مجموعات تيليجرام للتواصل.

وبطبيعة اهتمامي باللعبة وكذلك بإتجاهات السوق وفرص البزنس بدأت ألاحظ تلك التفاعلات لفترة، كانت تفاعلات كثيفة للغاية، مجتمعات كثيرة وأغلبها فاعل، الوسوم والمنشن للعبة متكرر كثيراً، أشخاص يصورون الملعب أو لقطات أثناء لعبهم ويشاركونها، معدلات تكرار التصوير والمشاركة من نفس الشخص كثيرة، كذلك من خلال الملاحظة المستمرة وجدت أن البعض يبحث عن حصص تدريبية، البعض الآخر عن حصص للعب الفوري في نفس اليوم، آخرين مجرد يشاركون بعض المقاطع لمحترفي اللعبة مع بعض الآراء والملاحظات حولها.

أقارن رياضة البادل برياضة التنس، والتي برغم حبي أكثر للتنس إلا أن انتشاره كان محدود، كان هناك عدد قليل للغاية من مجتمعات التنس وجميعها تقريباً غير نشط باستثناء مجموعة واحدة. هذا يعطيك مؤشر حول حجم الإقبال لاحقاً، ليس فقط حجم الشريحة المستهدفة، بل أيضاً مستوى تفاعلها المتكرر وترابط أفرادها وإمكانية بناء التأثير الشبكي لاحقاً.  

كيف يساعدك في المراحل المبكرة؟

  1. قياس الاحتياج: يساعدك على قياس حجم الطلب أو الحاجة إلى خدمات أو حلول جديدة، من خلال مراقبة ما يتحدث عنه الناس وما يبحثون عنه، يمكنك تقدير مدى أهمية الفكرة والمشكلة قبل الاستثمار في تطويرها.
  2. استخدام المشاركين في أبحاثك المستقبلية: من خلال الاستماع الاجتماعي، يمكنك العثور على أشخاص لديهم اهتمام حقيقي بمشروعك أو فكرتك، وبالتالي يمكن أن يكونوا مشاركين مثاليين في مقابلات أو تجارب لاحقة. هؤلاء الأفراد يمكن أن يمنحوك ملاحظات قيمة لأنهم يمثلون بالفعل جزءًا نواة جمهورك المستهدف أو ما يسمى بـ المتبنون الأوائل.

تطبيقه في مختلف المراحل

يمكن استخدام الاستماع الاجتماعي في مختلف مراحل تطوير المنتج، يساعدك على:

  • في مرحلة الفكرة والاستكشاف: يساعدك على مراقبة الاتجاهات وفهم الاحتياجات غير الملبّاة في السوق.
  • في مرحلة اختبار الحلول: يمكنك مراقبة التفاعلات وردود الفعل تجاه الحلول المشابهة التي يقدمها المنافسون، وبالتالي يعطيك استنتاجات أو افتراضات حول نقاط تنافسية يمكن أن تقدمها وتختبرها.
  • بعد الإطلاق: يمكنك متابعة التعليقات والاستجابات المباشرة من عملائك ومراعاتها لتحسين منتجك بشكل مستمر.

ودمتم بخير.

شارك المعرفة عبر منصات التواصل
أو انسخ هذا الرابط من هنا
قد يهمك أيضا